الدرس 1 كتاب الايمان
اذا اضعت تتبع النص بامكانك استخدام البحث عن الكلمة المسموعة في المربع لمتابعة القراءة مع القارئ
بسم الله الرحمن الرحيم
(1/12)
1 – كتاب الإيمان
(1/12)
1 – باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان بإثبات قدر الله سبحانه وتعالى
(1/12)
وبيان الدليل على التبري ممن لا يؤمن بالقدر وإغلاظ القول في حقه
قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رحمه الله بعون الله نبتدئ وإياه نستكفي وما توفيقنا إلا بالله جل جلاله
(1/12)
1 – ( 8 ) أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا وكيع عن كهمس عن عبدالله بن بريدة عن يحيى بن يعمر ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري وهذا حديثه حدثنا أبي حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال
Y كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبدالرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا لو لقينا أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبدالله بن عمر بن الخطاب داخلا المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والأخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي فقلت أبا عبدالرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف قال فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به عبدالله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر ثم قال حدثني أبي عمر بن الخطاب قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فاسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت قال فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أمارتها قال أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال ثم انطلق فلبثت مليا ثم قال لي يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم
[ ش ( أول من قال بالقدر ) معناه أول من قال بنفي القدر فابتدع وخالف الصواب الذي عليه أصل الحق ويقال القدر والقدر لغتان مشهورتان
واعلم أن مذهب أهل الحق إثبات القدر ومعناه أن الله تبارك وتعالى قدر الأشياء في القدم وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده سبحانه وتعال وعلى صفات مخصوصة فهي تقع على حسب ما قدرها سبحانه وتعالى ( فوفق لنا ) معناه جعل وفقا لنا وهو من الموافقة التي هي كالالتحام يقال أتانا لتـيفاق الهلال وميفاقه أي حين أهل لا قبله ولا بعده وهي لفظة تدل على صدق الاجتماع والالتئام ( فاكتنفته أنا وصاحبي ) يعني صرنا في ناحيتيه وكنفا الطائر جناحاه ( ويتقفرون العلم ) ومعناه يطلبونه ويتبعونه وقيل معناه يجمعونه ( وذكر من شأنهم ) هذا الكلام من كلام بعض الرواة الذين دون يحيى بن يعمر يعني وذكر ابن يعمر من حال هؤلاء ووصفهم بالفضيلة في العلم والاجتهاد في تحصيله والاعتناء به ( وإن الأمر أنف ) أي مستأنف لم يسبق به قدر ولا علم من الله تعالى وإنما يعلمه بعد وقوعه ( ووضع كفيه على فخديه ) معناه أن الرجل الداخل وضع كفيه على فخدي نفسه وجلس على هيئة المتعلم ( فعجبنا له يسأله ويصدقه ) سبب تعجبهم أن هذا خلاف عادة السائل الجاهل إنما هذا كلام خبير بالمسئول عنه ولم يكن في ذلك الوقت من يعلم ذلك غير النبي صلى الله عليه و سلم ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه الخ ) قال القاضي عياض رحمه الله هذا الحديث قد اشتمل على شرح جميع وظائف العبادات الظاهرة والباطنة من عقود الإيمان وأعمال الجوارح وإخلاص السرائر والتحفظ من آفات الأعمال حتى إن علوم الشريعة كلها راجعة إليه ومتشعبة منه ( أمارتها ) الأمارة والأمار بإثبات الهاء وحذفها هي العلامة ( ربتها ) في الرواية الأخرى ربها على التذكير وفي الأخرى بعلها وقال يعين السراري ومعنى ربها وربتها سيدها ومالكها وسيدتها ومالكتها ( العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ) أما العالة فهم الفقراء والعائل الفقير والعيلة الفقر وعال الرجل يعيل عيلة أي افتقر والرعاء ويقال فيهم رعاة ومعناه أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في البنيان ( فلبث مليا ) هكذا ضبطناه من غير تاء وفي كثير من الأصول المحققة لبثت بزيادة ياء المتكلم وكلاهما صحيح ( مليا ) أي وقتا طويلا ]
(1/36)
2 – ( 8 ) حدثني محمد بن عبيد الغبري وأبو كامل الجحدري وأحمد بن عبدة قالوا حدثنا حماد بن زيد عن مطر الوراق عن عبدالله بن بريدة عن يحيى بن يعمر
Y قال لما تكلم معبد بما تكلم به في شأن القدر أنكرنا ذلك قال فحججت أنا وحميد بن عبدالرحمن الحميري حجة وساقوا الحديث بمعنى حديث كهمس وإسناده وفيه بعض زيادة ونقصان أحرف
[ ش ( حجة ) هي بكسر الحاء وفتحها لغتان فالكسر هو المسموع من العرب والفتح هو القياس ]
(1/36)
3 – ( 8 ) وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عثمان بن غياث حدثنا عبدالله بن بريدة عن يحيى بن يعمر وحميد بن عبدالرحمن
Y قالا لقينا عبدالله بن عمر فذكرنا القدر وما يقولون فيه فاقتص الحديث كنحو حديثهم عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم وفيه شيء من زيادة وقد نقص منه شيئا
(1/36)
4 – ( 8 ) وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا يونس بن محمد حدثنا المعتمر عن أبيه عن يحيى بن يعمر عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم بنحو حديثهم
(1/36)
5 – ( 9 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أبي حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال
Y كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بارزا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا رسول الله ما الإحسان ؟ قال أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال يا رسول الله متى الساعة ؟ قال ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشرا طها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا صلى الله عليه و سلم { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري بأي أرض تموت إن الله عليم خبير } [ 31 – سورة لقمان آية 34 ]
قال ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ردوا على الرجل فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم
[ ش ( بارزا ) أي ظاهرا ومنه قوله تعالى وترى الأرض بارزة [ الكهف 47 ] وقوله { وبرزوا لله جميعا } [ إبراهيم 21 ] ( أشراطها ) واحدها شرط والأشراط العلامات وقيل مقدماتها وقيل صغار أمورها قبل تمامها وكله متقارب ( البهم ) الصغار من أولاد الغنم الضأن والمعز جميعا وقيل أولاد الضأن خاصة واقتصر عليه الجوهري في صحاحه والواحدة بهيمة وهي تقع على المذكر والمؤنث ]
(1/39)
6 – ( 9 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان التيمي بهذا الإسناد مثله غير أن في روايته إذا ولدت الأمة بعلها يعني السراري
[ ش ( السراري ) هو بتشديد الياء ويجوز بتخفيفها لغتان معروفتان الواحدة سرية بالتشديد لا غير والسرية الجارية المتخذة للوطء مأخوذة من السر وهو النكاح ]
(1/39)
7 – ( 10 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن عمارة ( وهو ابن القعقاع ) عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سلوني فهابوه أن يسألوه فجاء رجل فجلس عند ركبتيه فقال يا رسول الله ما الإسلام ؟ قال لا تشرك بالله شيئا وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم رمضان قال صدقت قال يا رسول الله ما الإيمان ؟ قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث وتؤمن بالقدر كله قال صدقت قال يا رسول الله ما لإحسان ؟ قال أن تخشى الله كأنك تراه فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك قال صدقت قال يا رسول الله متى تقوم الساعة ؟ قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل وسأحدثك عن أشراطها إذا رأيت المرأة تلد ربها فذاك من أشراطها وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض فذاك من أشراطها وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان فذاك من أشراطها في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ { إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير } [ 31 / سورة لقمان آية 34 ]
قال ثم قام الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ردوه على فالتمس فلم يجدوه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا جبريل أراد أن تعلموا إذا لم تسألوا
[ ش ( الصم البكم ) المراد بهم الجهلة السفلة الرعاع كما قال سبحانه وتعالى صم بكم عمى [ البقرة 18 ] أي لما لم ينتفعوا بجوارحهم هذه فكأنهم عدموها هذا هوا الصحيح في معنى الحديث ( تعلموا ) ضبطناه على وجهين تعلموا أي تتعلموا والثاني تعلموا وهما صحيحان ]
(1/40)
2 – باب بيان الصلوات التي هي أحد أركان الإسلام
(1/40)
8 – ( 11 ) حدثنا قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبدالله الثقفي عن مالك بن أنس ( فيما قرئ عليه ) عن أبي سهل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيدالله يقول
Y جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن ؟ قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره ؟ فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صلى الله عليه و سلم الزكاة فقال هل علي غيرها ؟ قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أفلح إن صدق
[ ش ( ثائر ) هو برفع ثائر صفة لرجل وقيل يجوز نصبه على الحال ومعنى ثائر الرأس قائم شعره منتفشه ( نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول ) روى نسمع ونفقه بالنون المفتوحة فيهما وروى يسمع ويفقه والأول هو الأشهر الأكثر الأعرف وأما دوي صوته فهو بعده في الهواء ومعناه شدة صوت لا يفهم ( أفلح إن صدق ) قيل هذا الفلاح راجع إلى قوله لا أنقص خاصة والأظهر أنه عائد إلى المجموع بمعنى أنه إذا لم يزد ولم ينقص كان مفلحا لأنه أتى بما عليه ومن أتى بما عليه فهو مفلح وليس في هذا أنه إذا أتى بزائد لا يكون مفلحا لأن هذا مما يعرف بالضرورة فإنه لإذا أفلح بالواجب فلأن يفلح بالواجب والمندوب أولى ]
(1/40)
9 – ( 11 ) حدثن يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد جميعا عن إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن طلحة بن عبيدالله عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث نحو حديث مالك غير أنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أفلح وأبيه إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق
(1/40)
3 – باب السؤال عن أركان الإسلام
(1/40)
10 – ( 12 ) حدثني عمرو بن محمد بن بكير الناقد حدثنا هاشم بن القاسم أبو النضر حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال
Y نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شيء فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع فجاء رجل من أهل البادية فقال يا محمد أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك ؟ قال صدق قال فمن خلق السماء ؟ قال فمن خلق الأرض ؟ قال الله قال فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل قال الله قال فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال آلله أرسلك قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا قال صدق قال
فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا زكاة أموالنا قال صدق قال فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا قال
صدق
قال فبالذي أرسلك آلله أمرك بهذا ؟ قال نعم قال وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال صدق قال ثم ولى قال والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن فقال النبي صلى الله عليه و سلم لئن صدق ليدخلن الجنة
[ ش ( العاقل ) لكونه أعرف بكيفية السؤال وآدابه والمهم منه وحسن المراجعة فإن هذه أسباب عظم الانتفاع بالجواب ولأن أهل البادية هم الأعراب ويغلب فيهم الجهل والجفاء والبادية والبدو بمعنى وهو ما عدا الحاضرة والعمران والنسبة إليها بدوي والبداوة الإقامة بالبادية وهي بكسر الباء عند جمهور أهل اللغة ( زعم رسولك ) قوله زعم وتزعم مع تصديق رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه دليل على أن زعم ليس مخصوصا بالكذب والقول المشكل فيه بل يكون أيضا في القول المحقق والصدق الذي لا شك فيه ( فمن خلق السماء الخ ) هذه جملة تدل على أنواع من العلم قال صاحب التحرير هذا من حسن سؤال هذا الرجل وملاحة سياقته وترتيبه فإن سأل أولا عن صانع المخلوقات من هو ؟ ثم أقسم عليه به أن يصدقه في كونه رسولا للتأكيد وتقرير الأمر لا لافتقاره إليها كما أقسم الله تعالى على أشياء كثيرة ]
(1/41)
11 – ( 12 ) حدثني عبدالله بن هاشم العبدي حدثنا بهز حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال أنس
Y كنا نهينا في القرآن أن نسأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شيء وساق الحديث بمثله
(1/41)
4 – باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة
(1/41)
12 – ( 13 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير حدثنا أبي حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا موسى بن طلحة قال حدثني أبو أيوب أن أعرابيا عرض لرسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في سفر فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ثم قال
Y يا رسول الله أو يا محمد أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار قال فكف النبي صلى الله عليه و سلم ثم نظر في أصحابه ثم قال لقد وفق أو لقد هدي قال كيف قلت ؟ قال فأعاد فقال
النبي صلى الله عليه و سلم تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم دع الناقة
[ ش ( فأخذ بخطام ناقته أو بزمامها ) هما بكسر الخاء والزاي قال الهروي في الغريبين قال الأزهري الخطام هو الذي يخطم به البعير وهو أن يؤخذ حبل من ليف أو شعر أو كتان فيجعل في أحد طرفيه حلقة يسلك فيها الطرف الآخر حتى يصبر كالحلقة ثم يقلد البعير ثم يثني على مخطمه فإذا ضفر من الأدم فهو جرير فأما الذي يجعل في الأنف دقيق فهو الزمام هذا كلام الهروي عن الأزهري وقال صاحب المطالع الزمام للإبل ما تشد به رؤوسها من حبل وسير ونحوه لتقاد ( لقد وفق هذا ) قال أصحابنا المتكلمون التوفيق خلق قدرة الطاعة والخذلان خلق قدرة المعصية ( وتصل الرحم ) أي تحسن إلى أقاربك ذوي رحمك بما تيسر على سبيلك حالك وحالهم من إنفاق أو سلام أو زيادة أو طاعتهم أو غير ذلك ( دع الناقة ) إنما قاله لأنه كان ممسكا بخطامها أو زمامها ليتمكن من سؤاله بلا مشقة فلما حصل جوابه قال دعها ]
(1/42)
13 – ( 13 ) وحدثني محمد بن حاتم وعبدالرحمن بن بشر قالا حدثنا بهز حدثنا شعبة حدثنا محمد بن عثمان بن عبدالله بن موهب وأبوه عثمان أنهما سمعا موسى بن طلحة يحدث عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه و سلم بمثل هذا الحديث
(1/42)
14 – ( 13 ) حدثنا يحيى بن يحيى التيمي أخبرنا أبو الأحوص ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن موسى بن طلحة عن أبي أيوب قال
Y جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال دلني على عمل أعمله يدنيني من الجنة ويباعدني من النار قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل رحمك فلما أدبر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن تمسك بما أمر به دخل الجنة وفي الرواية ابن أبي شيبة إن تمسك به
(1/42)
15 – ( 14 ) وحدثني أبو بكر بن إسحاق حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي زرعة عن أبي هريرة أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
Y يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا أبدا ولا أنقض منه فلما ولى قال النبي صلى الله عليه و سلم من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا
(1/44)
16 – ( 15 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
Y أتى النبي صلى الله عليه و سلم النعمان بن قوقل فقال يا رسول الله أرأيت إذا صليت المكتوبة وحرمت الحرام وأحللت الحلال أأدخل الجنة ؟ فقال النبي صلى الله عليه و سلم نعم
[ ش ( وحرمت الحرام وأحللت الحلال ) قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله تعالى الظاهر أنه أراد به أمرين أن يعتقده حراما وأن لا يفعله بخلاف تحليل الحلال فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالا ]
(1/44)
17 – ( 15 ) وحدثني حجاج بن الشاعر والقاسم بن زكرياء قالا حدثنا عبيدالله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن أبي صالح وأبي سفيان عن جابر قال
Y قال النعمان بن قوقل يا رسول الله بمثله وزادا فيه ولم أزد على ذلك شيئا
(1/44)
18 – ( 15 ) وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل ( وهو ابن عبيدالله ) عن أبي الزبير عن جابر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
Y أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وأحللت الحلال وحرمت الحرام ولم أزد على ذلك شيئا أأدخل الجنة ؟ قال نعم قال والله لا أزيد على ذلك شيئا
(1/44)
5 – باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام
(1/44)
19 – ( 16 ) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير الهداني حدثنا أبو خالد ( يعني سليمان بن حيان الأحمر ) عن أبي مالك الأشجعي عن سعد بن عبيدة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y بني الإسلام على خمسة على أن يوحد الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج فقال رجل الحج وصيام رمضان ؟ قال لا صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم
(1/45)
20 – ( 16 ) وحدثنا سهل بن عثمان العسكري حدثنا يحيى بن زكرياء حدثنا سعد بن طارق قال حدثني سعد بن عبيدة السلمي عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال
Y بني الإسلام على خمس على أن يعبد الله ويكفر بما دونه وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان
(1/45)
21 – ( 16 ) وحدثنا عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا عاصم ( وهو ابن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر ) عن أبيه قال قال عبدالله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان
(1/45)
22 – ( 16 ) وحدثني ابن نمير حدثنا أبي حدثنا حنظلة قال سمعت عكرمة بن خالد يحدث طاوسا أن رجلا قال لعبدالله بن عمر
Y ألا تغزو ؟ فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الإسلام بني على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت
(1/45)
6 – باب الأمر بالأيمان بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه و سلم وشرائع الدين والدعاء إليه والسؤال عنه وحفظه وتبليغه من لم يبلغه
(1/45)
23 – ( 17 ) حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن أبي حمزة قال سمعت ابن عباس ح وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له أخبرنا عباد بن عباد عن أبي جمرة عن ابن عباس قال
Y قدم وفد عبدالقيس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا رسول الله إنا هذا الحي من ربيعة وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر فلا نخلص إليك إلا في شهر الحرام فمرنا بأمر نعمل به وندعو إليه من وراءنا وقال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله ( ثم فسرها لهم فقال ) شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم وأنهاكم عن الدباء والحنتم والنقير والمقير زاد خلف في روايته شهادة أن لا إله إلا الله وعقد واحدة
[ ش ( قدم وفد عبدالقيس ) قال صاحب التحرير الوفد الجماعة المختارة من القوم ليتقدموهم في لقي العظماء والمصير إليهم في المهمات واحدهم وافد ( إنا هذا الحي ) فالحي منصوب على التخصيص قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح الذي نختاره نصب الحي على التخصيص ويكون الخبر في قولهم من ربيعة وأما معنى الحي فقال صاحب المطالع الحي اسم لمنزل القبيلة ثم سميت القبيلة به لأن بعضهم يحيى ببعض ( فلا نخلص إليك إلا في الشهر الحرام ) معنى نخلص نصل ومعنى كلامهم إنا لا نقدر على الوصول إليك خوفا من أعدائنا الكفار إلا في الشهر الحرام فإنهم لا يتعرضون لنا كما كانت عادة العرب من تعظيم الأشهر الحرام وامتناعهم من القتال فيها وشهر الحرام المراد به جنس الأشهر الحرم وهي أربعة أشهر كما نص عليه القرآن العزيز وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وسمي الشهر شهرا لشهرته وظهوره ( الدباء ) هو القرع اليابس أي الوعاء منه ( الحنتم ) الواحدة حنتمة وقد اختلف فيه فأصح الأقوال وأقواها أنها جرار خضر والثاني أنها الجرار كلها والثالث أنها جرار يؤتي بها من مصر مقيرات الأجواف والرابع جرار حمر أعناقها في جنوبها يجلب فيها الخمر من مصر والخامس أفواهها في جنوبها يجلب فيها الخمر من الطائف وكان ناس ينتبذون فيها يضاهون به الخمر والسادس جرار كانت تعمل من طين وشعر وأدم ( النقير ) جذع ينقر وسطه ( المقير ) هو المزفت وهو المطلي بالقار وهو الزفت وقيل الزفت نوع من القار والصحيح الأول وأما معنى النهي عن هذه الأربع فهو أنه نهي عن الانتباذ فيها وهو أن يجعل في الماء حبات من ثمر أو زبيب أو نحوهما ليحلو ويشرب وإنما خصت هذه بالنهي لأنه يسرع إليها الإسكار فيها فيصير حراما نجسا )
(1/46)
24 – ( 17 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وألفاظهم متقاربة قال أبو بكر حدثنا غندور عن شعبة وقال الآخران حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي جمرة قال
Y كنت أترجم بين يدي ابن عباس وبين الناس فأتته امرأة تسأله عن نبيذ الجر فقال إن وفد عبدالقيس أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من الوفد ؟ أو من القوم ؟ قالوا
Y ربيعة قال مرحبا بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا الندامى قال فقالوا يا رسول الله إنا نأتيك بشقة بعيدة وإن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في شهر الحرام فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة قال فأمرهم بأربع ونهاهم عن أربع قال أمرهم بالأيمان بالله وحده وقال هل تدرون ما الإيمان بالله ؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تؤدوا خمسا من المغنم ونهاهم عن الدباء والحنتم والمزفت قال شعبة وربما قال النقير قال شعبة وربما قال المقير وقال احفظوه وأخبروا به من ورائكم وقال أبو بكر في روايته من ورائكم وليس في روايته المقير
[ ش ( كنت أترجم بين يدي ابن عباس وبين الناس ) كذا هو في الأصول وتقديره بينا يدي ابن عباس بينه وبين الناس فحذف لفظة بينه لدلالة الكلام عليها ويجوز أن يكون المراد بين ابن عباس وابن عباس وأما معنى الترجمة فهو التعبير عن لغة بلغة قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمة الله تعالى وعندي أنه كان يبلغ كلام ابن عباس إلى من خفي عليه من الناس إما من زحام منع من سماعه فأسمعه وأما لاختصار منع من فهمه فأفهمهم أو نحو ذلك قال وإطلاقه لفظ الناس يشعر بهذا قال وليست الترجمة مخصوصة بتفسير لغة بلغة أخرى فقد أطلقوا على قولهم باب كذا اسم الترجمة لكونه يعبر عما يذكره بعده هذا كلام الشيخ والظاهر أن معناه أنه يفهمهم عنه ويفهمه عنهم ( نبيذ الجر ) الجر اسم جمع الواحدة جرة ويجمع أيضا على جرار وهو هذا الفخار المعروف ( مرحبا بالقوم ) منصوب على المصدر استعملته العرب وأكثرت منه تريد به البر وحسن اللقاء ومعناه صادفت رحبا وسعة ( غير خزايا ولا الندامى ) هكذا هو في الأصول الندامى بالألف واللام وخزايا بحذفها والرواية فيه بنصب الراء في غير على الحال وأما الخزايا فجمع خزيان كحيران وحيارى وسكران وسكارى والخزيان المستحي وقيل الذليل المهان وأما الندامى فقيل إنه جمع ندمان بمعنى نادم وهي لغة في نادم حكاها القزاز صاحب جامع اللغة والجوهري في صحاحه وعلى هذا هو على بابه وقيل هو جمع نادم أتباعا للخزايا وكان الأصل نادمين فأتبع لخزايا تحسينا للكلام وهذا الاتباع كثير في كلام العرب وهو من فصيحه ومنه قول النبي صلى الله عليه و سلم ارجعن مأزورات غير مأجورات وأما معناه فالمقصود أنه لم يكن منكم تأخر عن الإسلام ولا عناد ولا أصابكم أسر ولا سباء ولا ما أشبه ذلك مما تستحيون بسببه أو تذلون أو تهانون أو تندمون ( من شقة بعيدة ) الشقة بضم الشين وكسرها لغتان مشهورتان أشهرهما وأفصحهما الضم وهي التي جاء بها القرآن ن العزيز والشقة السفر البعيد وسميت شقة لأنها تشق على الإنسان وقيل هي المسافة وقيل الغاية التي يخرج الإنسان إليها فعلى القول الأول يكون قولهم بعيدة مبالغة في بعدها ( بأمر فصل ) قال الخطابي وغيره هو البيان الواضح الذي ينفصل به المراد ولا يشكل ]
(1/46)
25 – ( 17 ) وحدثني عبيدالله بن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا نصر بن علي الجهضمي قال أخبرني أبي قالا جميعا حدثنا قرة بن خالد عن أبي جمرة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذا الحديث نحوا حديث شعبة وقال
Y أنهاكم عما ينبذ في الدباء والنقير والحنتم المزفت وزاد ابن معاذ في حديثه عن أبيه قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للأشج أشج عبدالقيس إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة
[ ش ( الحلم والأناة ) أما الحلم فهو العقل وأما الأناة فهي التثبت وترك العجلة ]
(1/46)
26 – ( 18 ) حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا ابن علية حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال حدثنا من لقي الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم من عبدالقيس قال سعيد وذكر قتادة أبا نضرة عن أبي سعيد الخدري في حديثه هذا أن أناسا من عبدالقيس قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا
Y يا نبي الله إنا حي من ربيعة وبيننا وبينك كفار مضر ولا نقدر عليك إلا في أشهر الحرم فمرنا بأمر نأمر به من وراءنا وندخل به الجنة إذا نحن أخذنا به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان وأعطوا الخمس من الغنائم وأنهاكم عن أربع عن الدباء والحنتم والمزفت والنقير قالوا يا نبي الله ما علمكم بالنقير ؟ قال بلى جذع تنقرونه فتقذفون فيه من القطيعاء ( قال سعيد أو قال من التمر ) ثم تصبون فيه من الماء حتى إذا سكن غليانه شربتموه حتى إن أحدكم ( أو إن أحدهم ) ليضرب ابن عمه بالسيف قال وفي القوم رجل أصابته جراحة كذلك قال وكنت أخبأها حياء من رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت ففيم نشرب يا رسول الله ؟ قال في أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها قالوا يا رسول الله إن أرضنا كثيرة الجرذان ولا تبقى بها أسقية الأدم نبي الله صلى الله عليه و سلم لأشج عبدالقيس إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة
[ ش ( فتقذفون فيه من القطيعاء ) تقذفون معناه تلقون فيه وترمون والقطيعاء نوع من التمر صغار يقال له شريز ( ليضرب ابن عمه بالسيف ) معناه إذا شرب هذا الشراب سكر فلم يبق له عقل وهاج به الشر فيضرب ابن عمه الذي هو عنده من أحب أحبابه ( أسقية الأدم التي يلاث على أفواهها ) الأدم جمع أديم وهو الجلد الذي تم دباغه ومعنى يلاث على أفواهها يلف الخيط على أفواهها ويربط به ( الجرذان ) جمع جرذ كصرد وصردان والجرذ نوع من الفار كذا قاله الجوهري وغيره وقال الزبيدي في مختصر العين هو الذكر من الفار ]
(1/48)
27 – ( 18 ) حدثني محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة قال حدثني غير واحد لقي ذاك الوفد وذكر أبا نضرة عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبدالقيس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم بمثل حديث ابن علية غير أن فيه وتذيفون فيه من القطيعاء أو التمر والماء ولم يقل ( قال سعيد أو قال من التمر )
[ ش ( وتذيفون ) من ذاف يذيف كباع يبيع ومعناه تخلطون ]
(1/48)
28 – ( 18 ) حدثني محمد بن بكار البصري حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج ح وحدثني محمد بن رافع واللفظ له حدثنا عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج قال أخبرني أبو قزعة أن أبا نضرة أخبره وحسنا أخبرهما أن أبا سعيد الخدري أخبره أن وفد عبدالقيس لما أتوا نبي الله صلى الله عليه و سلم قالوا
Y يا نبي الله جعلنا الله فداءك ماذا يصلح لنا من الأشربة ؟ فقال لا تشربوا في النقير قالوا يا نبي الله جعلنا الله فداءك أو تدري ما النقير ؟ قال نعم الجذع ينقر وسطه ولا في الدباء ولا في الحنتمة وعليكم بالموكى
[ ش ( جعلنا الله فداءك ) ومعناه يقيك المكاره ( عليكم بالموكى ) معناه الذي يوكى أي يربط فوه بالوكاء وهو الخيط الذي يربط به ]
(1/48)
7 – باب الدعاء إلى الشهادتين وشرائع الإسلام
(1/48)
29 – ( 19 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن وكيع قال أبو بكر حدثنا وكيع عن زكرياء بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عبدالله بن صيفي عن ابن معبد عن ابن عباس عن معاذ بن جبل قال أبو بكر ربما قال وكيع عن ابن عباس أن معاذا قال بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمنهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمنهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب
[ ش ( وكرائم أموالهم ) الكرائم جمع كريمة قال صاحب المطالع هي جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة لبن وجمال صورة أو كثرة لحم أو صوف ( فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ) أي أنها مسموعة لا ترد ]
(1/50)
30 – ( 19 ) حدثنا ابن أبي عمر حدثنا بشر بن السري حدثنا زكرياء بن إسحاق ح وحدثنا عبد بن حميد حدثنا أبو عاصم عن زكرياء بن إسحاق عن يحيى بن عبدالله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث معاذا إلى اليمن فقال
Y إنك ستأتي قوما بمثل حديث وكيع
(1/50)
31 – ( 19 ) حدثنا أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح ( وهو ابن القاسم ) عن إسماعيل بن أمية عن يحيى بن عبدالله بن صيفي عن أبي معبد عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال
Y إنك تقدم على قوم أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز و جل فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوق كرائم أموالهم
(1/50)
8 – باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة يؤمنوا بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم وأن من فعل ذلك عصم نفسه وماله إلا بحقها ووكلت سريرته إلى الله تعالى وقتال من منع الزكاة أو غيرها من حقوق الإسلام واهتمام الإمام بشعائر الإسلام
(1/50)
32 – ( 20 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث بن سعد عن عقيل عن الزهري قال أخبرني عبيدالله بن عبدالله بن عتبة ابن مسعود عن أبي هريرة قال
Y لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال أبو بكر والله لأقتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه فقال عمر بن الخطاب فوالله ما هو إلا رأيت الله عز و جل قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق
[ ش ( وحسابه على الله ) معناه أي فيما يستسرون به ويخفونه دون ما يخلون به في الظاهر من الأحكام الواجبة ( عقالا ) قد اختلف العلماء قديما وحديثا فيها فذهب جماعة منهم إلى أن المراد بالعقال زكاة عام وهو معروف في اللغة بذلك وذهب كثير من المحققين إلى أن المراد بالعقال الحبل الذي يعقل به البعير ]
(1/51)
33 – ( 21 ) وحدثنا أبو الطاهر وحرملة بن يحيى وأحمد بن عيسى قال أحمد حدثنا وقال الآخران أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله
(1/52)
34 – ( 21 ) حدثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا عبدالعزيز ( يعني الداوردي ) عن العلاء ح وحدثنا أمية بن بسطام واللفظ له حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح عن العلاء بن عبدالرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
Y أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله
(1/52)
35 – ( 21 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أمرت أن أقاتل الناس بمثل حديث ابن المسيب عن أبي هريرة ح وحدثني أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثني محمد بن المثنى حدثنا عبدالرحمن ( يعني ابن مهدي ) قالا جميعا حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوا لا إله إلا الله عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ثم قرأ { إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر } [ 88 / الغاشية / آية 21 22 ]
[ ش ( إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ) معناه إنما أنت واعظ والمسيطر المسلط وقيل الجبار وقيل الرب ]
(1/52)
36 – ( 22 ) حدثنا أبو غسان المسمعي مالك بن عبدالواحد حدثنا عبدالملك بن الصباح عن شعبة عن واقد بن محمد بن زيد بن عبدالله بن عمر عن أبيه عن عبدالله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله
(1/53)
37 – ( 23 ) وحدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان ( يعنيان الفزاري ) عن أبي مالك عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول
Y من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله
(1/53)
38 – ( 23 ) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو خالد الأحمر ح وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا يزيد بن هارون كلاهما عن أبي مالك عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول
Y من وحد الله ثم ذكر بمثله
(1/53)
9 – باب الدليل على صحة إسلام من حضرة الموت ما لم يشرع في النزع وهو الغرغرة ونسخ جواز الاستغفار للمشركين والدليل على أن من مات على الشرك فهو في أصحاب الجحيم ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل
(1/53)
39 – ( 24 ) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا عبدالله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبيه قال لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه و سلم فوجد عنده أبا جهل وعبدالله بن أبي أمية بن المغيرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله فقال أبو جهل وعبدالله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبدالمطلب ؟ فلم يزل رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرضها عليه ويعيد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبدالمطلب وأبي أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله عز و جل { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } [ 9 / التوبة / الآية 113 ] وأنزل الله تعالى في أبي طالب فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين } [ 28 / القصص / آية 56 ]
[ ش ( لما حضرت أبا طالب الوفاة ) المراد قربت وفاته وحضرت دلائلها وذلك قبل المعاينة والنزع ولو كان في حال المعاينة والنزع لما نفعه الإيمان ]
(1/54)
40 – ( 24 ) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد قالا أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر ح وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب ( وهو ابن إبراهيم بن سعد ) قال حدثني أبي عن صالح كلاهما عن الزهري بهذا الإسناد مثله غير أن حديث صالح انتهى عند قوله فأنزل الله عز و جل فيه ولم يذكر الآيتين وقال في حديثه ويعودان في تلك المقالة وفي حديث معمر مكان هذه الكلمة فلم يزالا به
(1/54)
41 – ( 25 ) حدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان عن يزيد ( وهو ابن كيسان ) عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمه عند الموت
Y قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة فأبي فأنزل الله إنك لا تهدي من أحببت الآية [ 28 / القصص / آية 56 ]
(1/55)
42 – ( 25 ) حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمه
Y قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة قال لولا أن تعيرني قريش يقولون إنما حمله على ذلك الجزع لأقررت بها عينك فأنزل الله { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء } [ 28 / القصص / آية 56 ]
(1/55)
10 – باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا
(1/55)
43 – ( 26 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب كلاهما عن إسماعيل بن إبراهيم قال أبو بكر حدثنا ابن علية عن خالد قال حدثني الوليد بن مسلم عن حمران عن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد الحذاء عن الوليد أبي بشر قال سمعت حمران يقول سمعت عثمان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول مثله سواء
(1/55)
44 – ( 27 ) حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر قال حدثني أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عبيدالله الأشجعي عن مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن أبي صالح عن أبي هريرة قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في مسير قال فنفذت أزواد القوم قال حتى هم بنحر بعض حمائلهم قال فقال عمر
Y يا رسول الله لو جمعت ما بقي من أزواد القوم فدعوت الله عليها قال ففعل قال فجاء ذو البر ببره وذو التمر بتمره قال ( وقال مجاهد وذو النواة بنواه ) قلت وما كانوا يصنعون بالنوى ؟ قال كانوا يمصونه ويشربون عليه الماء قال فدعا عليها حتى ملأ القوم أزودتهم قال فقال عند ذلك أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة
[ ش ( حمائلهم ) جمع حمولة وهي الإبل التي تحمل ( أزودتهم ) قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح الأزودة جمع زاد وهي لا تملأ إنما تملأ بها أوعيتها قال ووجهه عندي أن يكون المراد حتى ملأ القوم أوعية أزودتهم فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه قال القاضي عياض ويحتمل أنه سمى الأوعية أزواد باسم ما فيها كما في نظائره ]
(1/55)
45 – ( 27 ) حدثنا سهل بن عمان وأبو كريب محمد بن العلاء جميعا عن أبي معاوية قال أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة أو عن أبي سعيد ( شك الأعمش ) قال لما كان غزوة تبوك أصاب الناس مجاعة قالوا
Y يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم افعلوا قال فجاء عمر فقال يا رسول الله إن فعلت قل الظهر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم وادع الله لهم عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم قال فدعا بنطع فبسطه م دعا بفضل أزوادهم قال فجعل الرجل يجيء بكف ذرة قال ويجيء الآخر بكف تمر قال ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير قال فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبركة م قال خذوا في أوعيتكم قال فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملأوه قال فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيحجب عن الجنة
[ ش ( نواضحنا ) النواضح من الإبل التي يستقي عليها قال أبو عبيد الذكر منها ناضح والأنثى ناضحة ( وادهنا ) قال صاحب التحرير قوله وادهنا ليس مقصودة ما هو المعروف من الادهان وإنما معناه اتخذنا دهنا من شحومها ( الظهر ) المراد بالظهر هنا الدواب سميت ظهرا لكونها يركب على ظهرها أو لكونها يستظهر بها ويستعان على سفر ( لعل الله أن يجعل في ذلك ) فيه محذوف تقديره يجعل في ذلك بركة أو خيرا أو نحو ذلك فحذف المفعول به لأنه فضلة وأصل البركة كثرة الخير وثبوته ( بنطع ) هو بساط متخذ من أديم وكانت الأنطاع تبسط بين أيدي الملوك والأمراء حين أرادوا قتل أحد صبرا ليصان المجلس من الدم ]
(1/55)
46 – ( 28 ) حدثنا داود بن رشيد حدثنا الوليد ( يعني ابن مسلم ) عن ابن جابر قال حدثني عمير بن هانئ قال حدثني جنادة بن أبي أمية حدثنا عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله وابن أمته وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق وأن النار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء
(1/57)
( 28 ) وحدني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن عمير بن هانئ في هذا الإسناد بمثله غير أنه قال
Y لأدخله الله الجنة على ما كان من عمل ولم يذكر من أي أبواب الجنة الثمانية شاء
(1/57)
47 – ( 29 ) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن ابن عجلان عن محمد بن يحيى بن حيان عن ابن محيريز عن الصنابحي عن عبادة بن الصامت أنه قال دخلت عليه وهو في الموت فبكيت فقال مهلا لم تبكي ؟ فوالله لئن استشهدت لأشهدن لك ولئن شفعت لأشفعن لك ولئن استطعت لأنفعنك ثم قال
Y والله ما من حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم لكم فيه خير إلا حدثتكموه إلا حديثا واحدا وسوف أحدثكموه اليوم وقد أحيط بنفسي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار
[ ش ( مهلا ) معناه أنظرني قال الجوهري يقال مهلا يا رجل بالسكون وكذلك للاثنين والجمع والمؤنث وهي موحدة بمعنى أمهل فإذا قيل لك مهلا قلت لا مهل والله ولا تقل لا مهلا وتقول ما مهل والله بمغنية عنك شيئا ( وقد أحيط بنفسي ) معناه قربت من الموت وأيست من النجاة والحياة ]
(1/57)
48 – ( 30 ) حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا أنس بن مالك عن معاذ بن جبل قال كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم ليس بيني وبينه إلا مؤخرة الرحل فقال
Y يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق الله على العباد ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ثم سار ساعة ثم قال يا معاذ بن جبل قلت لبيك رسول الله وسعديك قال هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم
[ ش ( كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم ) الردف والرديف هو الراكب خلف الراكب ( مؤخرة الرحل ) هو العود الذي يكون خلف الراكب ( لبيك رسول الله وسعديك ) الأظهر أمن معنى لبيك إجابة لك بعد إجابة للتأكيد وقيل معناه قربا منك وطاعة لك ومعنى سعديك أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة ]
(1/58)
49 – ( 30 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص سلام بن سليم عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمار يقال له عفير قال فقال
Y يا معاذ تدري ما حق الله على العباد وما حق الله على العباد ؟ قال قلت الله ورسوله أعلم قال فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله عز و جل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا قال قلت يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ قال لا تبشرهم فيتكلموا
(1/58)
50 – ( 30 ) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي حصين والأشعث ابن سليك أنهما سمعا الأسود بن هلال يحد ث عن معاذ بن جبل قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معاذ أتدري ماحق الله على العباد ؟ قال الله ورسوله أعلم [ قال ؟ ؟ ] أن تعبد الله ولا يشرك به شئ قال أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك ؟ فقال الله ورسوله أعلم قال أن لا يعذبهم
(1/58)
51 – ( 30 ) حدثنا القاسم بن زكرياء حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حصين عن الأسود بن هلال قال سمعت معاذا يقول دعاني رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجبته
Y فقال هل تدري ماحق الله على الناس نحو حديثهم
(1/58)
52 – ( 31 ) حدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس الحنفي حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أبو كثير قال حدثني أبو هريرة قال
Y كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه و سلم معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار فدرت به أجد له بابا فلم أجد فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع الجدول ) فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أبو هريرة ؟ فقلت نعم يا رسول الله قال ما شأنك ؟ قلت كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تقطع دوننا ففزعنا فكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال يا أبا هريرة ( وأعطاني نعليه ) قال اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة فكان أول من لقيت عمر فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة فقلت هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني بهما من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة فضرب عمر بيده بين ثديي فخررت لأستي فقال ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجهشت بكاء وركبني عمر فإذا هو على أثرى فقال لي رسول الله عليه وسلم ما لك يا أبا هريرة ؟ قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضرب بين ثديي ضربة خررت لأستي قال ارجع فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عمر ما حملك على ما فعلت ؟ قال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة ؟ قال نعم قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فخلهم
[ ش ( كنا قعودا حول رسول الله عليه وسلم ) قال أهل اللغة يقال قعدنا حوله وحوليه وحواليه وحواله أي على جوانبه ( أظهرنا ) قال أهل اللغة يقال نحن بين أظهركم وظهريكم وظهرانيكم أي بينكم ( وخشينا أن يقتطع دوننا ) أي يصاب بمكروه من عدو ( وفزعنا ) الفزع يكون بمعنى الروع وبمعنى الهبوب للشيء والاهتمام به وبمعنى الإغاثة فتصح هذه المعاني الثلاثة أي ذعرنا لاحتباس النبي صلى الله عليه و سلم ( حائطا ) أي بستانا وسمى بذلك لأنه حائط لا سقف له ( الجدول ) النهر الصغير ( فاحتفزت كما يحتفز الثعلب ) معناه تضاممت ليسعني المدخل ( أبو هريرة ) معناه أنت أبو هريرة ؟ ( لأستي ) هو اسم من أسماء الدبر والمستحب في مثل هذا الكناية عن قبيح الأسماء واستعمال المجاز والألفاظ التي تحصل الغرض ولا يكون في صورتها ما يستحيا من التصريح بحقيقة لفظه ( فأجهشت ) قال أهل اللغة يقال جهشت جهشا وجهوشا وأجهاشا قال القاضي عياض رحمه الله هو أن يفزع الإنسان إلى غيره وهو متغير الوجه متهيئ للبكاء ولما يبك بعد ( بكاء ) منصوب على المفعول له ( وركبني عمر ) فمعناه تبعني ومشى خلفي في الحال بلا مهلة ( بأبي أنت وأمي ) معناه أنت مفدي أو أفديك بأبي وأمي ]
(1/59)
53 – ( 32 ) حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه و سلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل
Y قال يا معاذ قال لبيك رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك رسول الله وسعديك قال يا معاذ قال لبيك رسول الله وسعديك قال ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار قال يا رسول الله أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا ؟ قال إذا يتكلوا فأخبر بها معاذ عند موته تأثما
[ ش ( تأثما ) قال أهل اللغة تأثم الرجل إذا فعل فعلا يخرج به من الإثم ومعنى تأثم معاذ أنه كان يحفظ علما يخاف فواته وذهابه بموته فخشي أن يكون ممن كتم علما وممن لم يمتثل أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم في تبليغ سنته فيكون آثما فاحتاط ]
(1/61)
54 – ( 33 ) حدثنا بن فروخ حدثنا سليمان ( يعني ابن المغيرة ) قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت حديث بلغني عنك قال
Y أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أنى أحب أن تأتيني فتصلى في منزلي فأتخذه مصلى قال فأتى النبي صلى اله عليه وسلم ومن شاء الله من أصحابه فدخل وهو يصلى في منزلي وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قالوا ودوا أنه دعا عليه فهلك وودوا أنه أصابه شر فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة وقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ؟ قالوا إنه يقول ذلك وما هو في قلبه قال لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه قال أنس فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني اكتبه فكتبه
[ ش ( ثم أسندوا عظم ذلك وكبره ) عظم أي معظمه ومعنى ذلك أنهم تحدثوا وذكروا شأن المنافقين وأفعالهم القبيحة وما يلقون منهم ونسبوا معظم ذلك إلى مالك ]
(1/61)
55 – ( 33 ) حدثني أبو بكر بن نافع العبدي حدثنا بهز حدثنا حماد حدثنا ثابت عن أنس قال حدثني عتبان بن مالك أنه عمي فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال
Y تعالى فخط لي مسجدا فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وجاء قومه ونعت رجل منهم يقال له مالك بن الدخشم ثم ذكر نحو حديث سليمان بن المغيرة
[ ش ( فخط لي مسجدا ) أي أعلم لي على موضع لأتخذه مسجدا أي موضعا أجعل صلاتي فيه متبركا بآثارك ]
(1/61)
11 – باب الدليل على أن من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا فهو مؤمن ولإن [ وإن ؟ ؟ ] ارتكب المعاصي الكبائر
(1/61)
56 – ( 34 ) حدثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي وبشر بن الحكم قالا حدثنا عبدالعزيز ( وهو ابن محمد ) الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبدالمطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم
Y يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا
[ ش ( من رضي ) قال صاحب التحرير رحمة الله معنى رضيت بالشيء قنعت به واكتفيت به ولم أطلب معه غيره فمعنى الحديث لم يطلب غير الله تعالى ولم يسع في غير طريق الإسلام ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد صلى الله عليه و سلم ]
(1/62)
12 – باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان
(1/62)
57 – ( 35 ) حدثنا عبيدالله بن سعيد وعبد بن حميد قالا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا سليمان بن بلال عن عبدالله ابن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
Y قال الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان
[ ش ( الإيمان بضع وسبعون شعبة ) قال القاضي عياض رحمه الله البضع والبضعة بكسر الباء فيهما وفتحها هذا في العدد وأما بضعة اللحم فبالفتح لا غير والبضع في العدد ما بين الثلاث والعشر وقيل من ثلاث إلى تسع وأما الشعبة فهي القطعة من الشيء فمعنى الحديث بضع وسبعون خصلة ( والحياء شعبة من الإيمان ) قال الإمام الواحدي رحمه الله قال أهل اللغة الاستحياء من الحياء واستحيا الرجل من قوة الحياة فيه لشدة علمه بمواقع الغيب قال فالحياء من قوة الحي ولطفه وقوة الحياة ]
(1/63)
58 – ( 35 ) حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن عبدالله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
Y قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الإيمان بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان
[ ش ( إماطة الأذى ) أي تنحيته وإبعاده والمراد بالأذى كل ما يؤذى من حجر أو مدر أو شوك أو غيره ]
(1/63)
59 – ( 36 ) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب قالوا حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يعظ أخاه في الحياء فقال
Y الحياء من الإيمان
[ ش ( يعظ أخاه في الحياء ) أي ينهاه عنه ويقبح له فعله ويزجره عن كثرته فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن ذلك ]
(1/63)
( 36 ) حدثنا عبد بن حميد حدثنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن الزهري بهذا الإسناد وقال مر برجل من الأنصار يعظ أخاه
(1/63)
60 – ( 37 ) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار ( واللفظ لابن المثنى ) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت أبا السوار يحدث أنه سمع عمران بن حصين يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه
Y قال الحياء لا يأتي إلا بخير فقال بشير بن كعب إنه مكتوب في الحكمة أن منه وقار ومنه سكينة فقال عمران أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وتحدثني عن صحفك 61 – ( 37 ) حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا حماد بن زيد عن إسحاق ( وهو ابن سويد ) أن أبا قتادة حدث قال كنا عند عمران بن حصين في رهط منا وفينا بشير بن كعب فحدثنا عمران يومئذ قال
Y قال رسول الله عليه وسلم الحياء خير كله قال أنه قال الحياء كله خير فقال بشير بن كعب إنا لنجد في بعض الكتب أو الخدمة أن منه سكينة ووقارا للهز ومنه ضعف قال فغضب عمران حتى احمرتا عيناه وقال ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وتعارض فيه ؟ قال فأعاد عمران الحديث قال فأعاد بشير فغضب عمران قال فمازلنا نقول فيه إنه منا يا أبا نجيد إنه لا بأس به
[ ش ( حتى احمرتا عيناه ) كذا هو في الأصول وهو صحيح جار على لغة أكلوني البراغيث ومثله وأسروا النجوى الذين ظلموا ومثله يتعاقبون فيكم ملائكة ( إنه منا إنه لا بأس به ) معناه ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة أو غيرها مما يخالف به أهل الاستقامة ]
حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر حدثنا أبو نعامة العدوى قال سمعت حجير بن الربيع العدوى يقول عن عمران ابن حصين عن النبي صلى الله عليه و سلم نحو حديث حماد بن زيد
(1/64)